المقدّمة
أ. خلفية البحث
اللغة هي نظام إعتباطي لرموز صوتيّة تستخدم لتبادل الأفكار والمشاعر
بين أعضاء جماعة لغويّة متجانسة. واللغة العربيّة هي الكلمات الّتي يعبر بها العرب
عن أغراضهم وقد وصلت إلينا على طريق النّقل وحفظها لنا القرآن الكريم والأحاديث
الشّريفة.
يعرّف
علم اللغة بعلم يدرس عن اللّغة وهو ينقسم إلى قسمين وهما علم اللّغة النّظري وعلم
اللّغة التّطبيقي، أمّا علم الصّرف داخل في علم اللّغة النظري،[1]
وعلم اللّغة العربيّة هو العلوم الّتي يتوصّل بها إلى عصمة اللّسان والقلم عن
الخطأ[2]
واختارت الباحثة علم الصّرف لأنّ علم الصّرف من أهمّ العلوم العربيّة لأنّ عليه
المعوّل في ضبط صيغ الكلم ومعرفة تصغيرها والنّسبة إليها والعلم بالجموع القياسيّة
والسّماعيّة والشّاذة ومعرفة ما يعتري الكلمات من إعلال أو إدغام أو إبدال وغير
ذالك من الأصول الّتي يجب على كلّ أديب وعالم أن يعرفها خشية الوقوع في أخطأ يقع
كثير من المتأدّبين[3].
علم
قواعد اللغة أو النحو والصرف هو العلم المختص بوضع وبحث وتعليم ضوابط الاستخدام
والاستعمال اللغوي الصحيح لأبنية المفردات وصيغها وأبنية الجمل وتركيبها، قواعد
اللغة يمكن أن تعدّ فنّا، ويمكن اعتبارها علما فهي فنّ من حيث إنّها وسيلة تعين
المتعلّم على التعبير الصحيح وضبط الأساليب وتفهم الكلام فهما واضحا، وهي علم قائم
بنفسه إذا قصدت لذاتها وروعي في دراستها تمكين المتعلم من فلسفتها ودقائقها ومباحثها في
الألفاظ مفردة ومركبة.[4]
ولهذا
وجب أن تعلّم قواعد اللغة على أنّها فنّ حتّى تؤتى الثمرة المرجوّة منها فلا يكون
لها محل الأوّل في بداية تعليم اللغة ولايبدأ بدراستها إلاّ بعد أن يعرف التّلاميذ
شيئا من تعبير اللغة وآدبها حتّى يستطيعوا أن يفهموا القاعدة ويستنبطوها من
الأمثلة الكثيرة التي تعرض عليهم ممّا هو معروف لهم.
ولقد
أسرف بعض المتحمّسين للقواعد ولاسيّما الأقدامين، فجعلوا لها فضلا كبيرا في تعليم
الإنشاء وتجويد التّلاميذ والرقي بتعبيرهم الأدبي وقالوا: "إننا لا نستطيع أن
نتكلّم كلاما صحيحا ولا أن نكتب كتابة صحيحة إلاّ إذا كان ذلك مؤسسا على معرفة
القواعد وهم يعتقدون أنّ الكتابة الرديئة ناشئة عن الجهل بالقواعد".
إنّ معهد دار السّلام كونتور شهير باستيعاب
اللغتين العربيّة والإنجليزيّة ولذالك عيّنت كلّية المعلّمات الإسلامية بتعليم
طالباته علم النّحو والصّرف، ليكون كلام الطّالبات سالما عن الخطأ. فكلّية
المعلّمات الإسلاميّة تعتبر الهيئة الوحيدة المسؤولة عن تنظيم البرامج التّعليميّة
الرّسميّة على المستوى المتوسّطة بمعهد دار السّلام كونتور للتّربيّة الإسلاميّة
الحديثة. وبجانب البرامج الأكاديميّة الّتي نظمتها الكلّيّة هناك البرامج
اللأكاديميّة مساعدة عقدت خارج الفصول الدّراسية منها : الدّراسة في كتب التّراث
الإسلامية والتّدريب على كشف المعجم العربي، وهذا محتاج إلى تعمّق علم النحو
والصّرف.[5]
إنّ
الغرض الأساسي من عمليّة التّربيّة والتّعليم في معهد دارالسّلام هو طلب العلم. وبناء
على ذلك لا يكون نشاط التّربيّة والتّعليم فيه إعداد لتوظيف أبنائه في المكاتب
الحكوميّة والأهليّة، كما أكّد ذلك مراراً الشيخ إمام زركشي في كلّ المناسبات.وشعار
معهد الحديث دار السلام في التربية والتّعليم يتخلّص فيما يأتي مرتّبا وهو:
الأخلاق الكريمة والجسم السليم والثقافة الواسعة والأفكار المفتوحة.
أمّا
بداية تعليم علم النحو والصّرف فهي في الفصل الثاني، وكذالك بداية تعليم جميع
المواد الدّراسية بالعربيّة والإنجليزية، فتكون السّنة الثّانية أساسا على فهم
جميع الدّروس العربيّة وفي تحسين الكلام. فطريقة تعليم الصّرف في معهد دارالسّلام
كونتورللبنات الثالث للتّربية الإسلامية الحديثة هي أعطت المدرّسة الأمثلة وبعد
ذلك بيان تلك الكلمة وفي الآخر بينت
المدرّسة عن القواعد.[6]
ولكثرة
الموادّ المتعلّقة بالعربيّة في معهد دارالسّلام فكان تعلّم علم الصّرف ضروريّا
للمتعلّمات والمتعلّمين في ذلك المعهد، واختارت الباحثة بالسّنة الثانية في هذا
البحث لأنّ السّنة الثّانية أساس في تعلّم هذا الدّرس وبداية تعلّم جميع المواد
بالعربيّة، فإن لم تفهم الطّالبات عند السّنة الثّانية فلا تفهم إلى النّهاية
ويشقّها في فهم تلك المواد. ولاحظت الباحثة أنّ أكثر الطالبات لم يفهمن جيّدا عن موضوع علم الصّرف، أضف إلى ذلك أنّهنّ
لم يقدرن على مفهوم معاني الكلمات الّتي
غيّرت إلى صيغ أخرى واستمرّت هذه الواقعة إلى غاية السنة النّهائيّة، ككلمة
التّدبير والمدبّرة وكلمة تنمية ونموّ أحيانا فهمت الطّالبة عن الكلمة الأولى
ولكنّهالم تفهم عن الكلمة الثّانية وهذه تؤثر في انحطاط اللغة في المعهد. وأكثر
التلميذات يفهمن عند الشرح ولكنّهنّ لم يستطعن إجابة الأسئلة عن الصرف ونتيجتهن
عند الامتحان لم تكن جيّدة.
بناء
على ما سبقه الكلام في الصفحات المتقدّمة فعزمت الباحثة القيام بالبحث عن "فعّالية
تعليم علم الصّرف للسّنة الثاّنية بكلية المعلّمات الإسلامية معهد دار السلام
كونتور للبنات الثالث "
ب. تحديد المسألة
مؤسسا
على خلفية البحث السابقة فوضعت الباحثة أسئلة البحث فيما يلي:
1. ما الطّريقة الفعّالة لتعليم علم الصّرف للسّنة
الثّانية بكلية المعلّمات الإسلاميّة معهد دار السلام كونتور للبنات الثالث
للتّربية الإسلامية ؟
2. ما مشكلات تعليم علم الصّرف و حلولها بكلية
المعلّمات الإسلاميّة معهد دار السلام كونتور للبنات الثالث للتّربية الإسلامية
الحديثة ؟
ج. أهداف البحث
أمّا
أهداف هذا البحث هي:
1. الكشف عن الطّريقة الفعّالة لتعليم علم الصّرف
للسّنة الثّانية بكلية المعلّمات الإسلاميّة معهد دار السلام كونتور للبنات الثالث
للتّربية الإسلامية الحديثة.
2. الكشف عن مشكلات تعليم علم الصّرف و حلوها
بكلية المعلّمات الإسلاميّة معهد دار السلام كونتور للبنات الثالث للتّربية
الإسلامية الحديثة.
د. أهمّية البحث
إنّ
لهذا البحث المتواضع أهمّيات تودّ الباحثة الوصول إليهما وهما أهمية نظرية
وتطبيقية.
1. أهمّية نظرية
أ. أن تكون نتيجة البحث سهما لتطوير تعليم مادّة
علم الصّرف ومنهجا نظريّة.
2. أهمّية عمليّة
أ. أن تكون نتيجة البحث سهما علميّا لمعلّمي كلّية
المعلّمات الإسلاميّة في تعليم علم الصّرف الفعّال للسّنة الثّانية.
ب. أن تكون نتيجة للمدرسة الأخرى
التي تعلّم طلاّبها علم الصرف.
ج.
أن تكون نتيجة البحث تشجيعا للسّنة الثّانية في تعلّم علم الصّرف واستخدامهنّ في كتابتهنّ ومحادثتهنّ العربيّة
د.
أن تكون نتيجة البحث مدخلا للباحثات القادمات في توسيع هذا البحث.
هـ.
منهج البحث
1. نوعية
البحث
مؤسّسا
على أهداف البحث الّتي قدمتها الباحثة، فأخذت الباحثة نوعية بحثها هي الدراسة
الميدانية أونوعية الدّراسة الوصفية التّحليلية لأنّ الباحثة في بحثها لا تقارن
بين متغيّر واحد إلى آخر ولا تتصل بين متغيّر بالآخر.
2.مصادر
البحث
الحقائق المحتاجة ومصادرها في
هذا البحث وهي ما يلي:
ملاحظة
طريقة تعليم المدرّسة في مادّة علم الصّرف للسّنة الثّانية في معهد دارالسلام كونتور
للبنات الثّالث للتّربيّة الإسلاميّة الحديثة كارنجبانيوا ويدودارين نجاوي جاوى
الشّرقيّة.
واستخدمت الكتب المتعلّقة بهذا البحث
3.أسلوب جمع البيانات
أ) المشاهدة
هي
طريقة الملاحظة و المشاهدة الّتي تشمل تركيز الاهتمام على مقصود حسبيا.[7]
وتستخدم الباحثة منهج المشاهدة هي مشاهدة الذّات لوصول البيانات الميدانية،
وتستخدم الباحثة هذه الطّريقة لمعرفة تعليم المدرّسات لعلم الصّرف لطالبات السنة
الثّانية بكلية المعلّمات الإسلامية بمعهد دار السّلام كونتور للبنات الثّالث
للتّربية الإسلامية الحديثة بكارانجبايوا ويدودارين نجاوي جاوى الشّرقية، العام
الدراسي: 1428 -1429 هـ. وتنقسم المشاهدة باعتبار جمع البيانات إلى
قسمين، هما: المشاركة(Observation
Participant) وغير المشاركة(Observation non Participant)، واستخدمت الباحثة بالمشاهدة المشاركة لأنّها تشترك في الأنشطة
التي تلاحظها. أمّا المشاهدة باعتبار الآلة فتنقسم إلى قسمين أيضا هما: التّركيبي
وغير التّركيبي.
ب).
الوثائق المكتوبة
هو منهج جمع البيانات ما يصدره توجد الباحثة من الوثائق أو الكتابة.
استخدمت الباحثة هذا المنهج لمعرفة معهد دار
السّلام للبنات الثّالث للتّربيّة الإسلاميّة الحديثة بكارانجبانيو ويدودارين
نجاوي اندونيسيا. من حيث تاريخ تأسييه وأحوال مدرّساته وطالباته.
ج).
المقابلة
هي
منهج جمع البيانات بالسّؤال المباشر أو عمليّة موجّهة شفهيّة بين اثنين أو أكثر
إلى نتيجة البحث. استخدمت الباحثة هذه المقابلة لنيل البيانات من الأشخاص الّذي
تجري معهم المقابلة بالمشرفة من المدرّسات.
وعقدت المقابلة بطريقتين هما: التّركيبي وغير التّركيبي وكذلك وجها بوجه (face to face) أو بالتّلفون، واستخدمت الباحثة بمقابلة غير التّركيبي لأنّ
الباحثة لا تتمسك بالتركيبي بل تستخدم الخطوط التقريبية من المشكلة، وفي المقابلة
غير التّركيبي لم تعرف الباحثة على أيّ حدّ ستحصل من البيانات فالباحثة في هذه
المقابلة كثرة الإستماع إلى كلام المجيبين.
و. تحليل البيانات
1. نوعية سفرادلي.
وهذه نوعية تتكوّن من:
أ. دمين التّحليلي (Domain
Analysis)
الوصول
إلى الصّور العامّة والكلّية من موضوع البحث، استخدمت الباحثة طريقة تعليم المدرّسة
لمادّة علم الصّرف للسّنة الثّانية.
ب. تكسونومين تحليلي(Taksonomi Analysis)
شرح
وبيان عن دمين المختار بشرح دقيق لنيل البيانات المقصودة بطريقة ملاحظة خاصة. استخدمته الباحثة هذا المنهج لتحليل البيانات
المتعلّقة بتعليم المدرّسات لعلم الصّرف لطالبة السنة الثّانية كلية المعلّمات
الإسلامية بمعهد دار السّلام كونتور للبنات الثّالث للتّربية الإسلامية الحديثة
بكارانجبايوا ويدودارين نجاوي جاوى الشّرقية، العام الدراسي: 1429-1428هـ
ز. تنظيم كتابة تقرير البحث
يتكوّن هذا البحث من أربعة
أبواب:
الباب الأوّل
: هو المقدّمة ويتضمّن فيها خلفية البحث، وتحديد البحث، وأهداف البحث،
وأهمية البحث، و منهج البحث، و تنظيم تقرير كتابة البحث
الباب
الثّاني : في
هذا الباب تبدأ الباحثة بالبحوث السابقة والإطار النّظري عن التعليم والنّظرة
العامة عن دراسة القواعد والصرف وطريقة تعليم القواعد.
الباب
الثّالث : هو
عرض البيانات وتحليلها وتبدأ الباحثة النّظرة العامة عن كلية المعلّمات الإسلامية
وعرض البيانات الخاصة عن تعليم علم الصرف
للسنة الثانية مشكلاته وتحليلها.
الباب
الرابع :
الخاتمة الّتي تشمل نتائج البحث وذلك تتكوّن من تعليم علم الصرف وحلول مشكلات
تعليم علم الصّرف ثمّ الأخير تكتب الباحثة التّوصية.
[3]الشيخ
مصطفى الغلاييني، المرجع السّابق، ص.8
[4] محمد صالح سمك، فنّ التدريس للتربية اللغوية وانطباعاتها
المسلكية وانماطها العملية، (القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1979) ص. 747
[5] معهد دار السّلام
الحديث للتربية الإسلامية بكونتور فونوروكر (فونوروكر: دار السلام للطباعة والنشر،
1426هـ)، ص. 9
[7]
Drs. S. Margono. Metodologi Penelitian Pendidikan. Cet.IV. (Jakarta: PT. Rineka Cipta
2004) p. 14.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar