المقدمة
1. خلفية البحث
الحمد
لله على ما أنعم، وله الشكر على ما أحسن، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد النبي
الأكرم، وعلى جميع رسله وأنبيائه ، وعلى آل أكمل رسل الله أجمعين.
وبعد.
علم الصوت هي العلوم التي تجمع وتتعامل
مع الأمواج الصوتية ميكانيكيا في الغازات والسوائل والجوامد بما فيها الاهتزازات والصوتيات
وما فوق الصوتيات وما تحت الصوتيات. والشخص الذي يعمل في هذا المجال يدعى عالم صوت
أو مهندس صوت، ويمكننا أن نرى تطبيق هذا العلم في أغلب حياة المجتمعات الحديثة.
وستبحث
الباحثات بغض الأشياء ما يتعلق بعلم الأصوات. وهو على المخصوص في موضوع الفونيمات
فوق التركيبات.
2. تحديد البحث
1)
ما
هو الفونيم ؟
2)
ما
هو الفونيمات فوق التركيبية ؟
3)
ما
أنواع الفونيمات فوق التركيبية ؟
البحث
1. معرفة الفونيم
يعرف
الفونيم بأنه أصغر وحدة صوتية تؤدي إلى فرق في المعنى ، إذا استبدلت بصوت آخر في
نفس البيئة الصوتية ،
فمثلا الوحدة الصوتية / s / تختلف
تماما عن الوحدة الصوتية / z / في
الكلمتين التاليتين :سال زال وحالي
عالي. إن كل كلمة من الكلمات السابقة تختلف عن الكلمة التي تقابلها في الشكل والمعنى،
فالاختلاف بين ( سال ) و ( زال ) يكمن في الصوت الأول في كل منهما، فكلمة ( سال )
تبدأ بالصوت / s / بينما
تبدأ كلمة زال بالصوت / z / و
من هنا يتبين الاختلاف بين الكلمتين، و يرجع سبب الاختلاف إلى اختلاف الصوت الأول
في كل منهما ، و لذلك يمكن القول بأن عملية استبدال فونيم مكان فونيم آخر يؤدي إلى
تغيير في معنى الكلمة. ومن هنا نقول : إن الخاصية الأساسية للفونيم هي تغيير
المعنى، لذلك يعرف الفونيم بأنه وحدة صوتية مميزة ، أي أنه يميز الكلمات عن بعضها
بعضا من حيث اللفظ و المعنى.[1]
وقسم
فريق من العلماء الفونيمات إلى نوعين هما:
1) الفونيمات الرئيسة (الفونيمات
التركيبية) : و تعرف بأنها تلك الوحدة الصوتية التي تكون جزءا من أبسط صيغة لغوية
ذات معنى منعزلة عن السياق أو قل : هي ذلك العنصر الذي يكون جزءا أساسيا من الكلمة
المفردة وذلك كالباء والتاء والثاء. وهي تكون ما يسمي بجزيئات الكلام ،ولهذا توصف بأنها فونيمات
جزيئية أو تركيبية على اعتبار أن الكلام هو سلسلة كلامية
2) الفونيمات الثانوية (الفونيمات ما
فوق التركيبية): وهذه
ظاهرة أو صفة صوتية ذات مغزي في الكلام المتصل ، وهو علي العكس من الفونيم
التركيبي.[2]
الفونيمات
الثانوية (الفونيمات ما فوق التركيبية) لا يكون جزءا من تركيب الكلمة، وإنما يلاحظ فقط حين تضم
كلمة إلي أخرى أو حين تستعمل الكلمة الواحدة بصورة خاصة. وهي لذلك لا تظهر في
الكتابة ، ولكن في النطق فقط. ولأن الكلام امتداد متصل من التحركات التي تؤديها
أعضاء النطق، فإن التجزيء إلي علل متتابعة يبدو أمرا مصطنعا على الرغم من أنه
ضروري وعملي لدراسة اللغة وتحليلها
.
وقد سميت فونيمات لأنها تحمل رسائل لغوية
، ولها وظائف في داخل العملية الكلامية قد تؤدي إلي تحويل الكلمات من معانيها
الأصلية إلي معان مغايرة ومخالفة للأًصل ومن أنواع
الفونيمات الثانوية النبر و التنغيم، وتمثل المقاطع الصوتية جزءا من هذه المنظومة.
2. الفونيمات
فوق التركيبية
· المقــــاطع
عبد
الصبور شاهين في تعريفه هو تأليف أصوات بسيط، تتكون منه واحدا، أو أكثر (كلمات
اللغة) متفق مع إيقاع التنفس الطبيعي، ومع نظام اللغة في صوغ مفرداتها ، وهو تعريف
مضينا إليه في كتابنا عن (القراءات القرآنية).
ويقول
ديفيد أبركرومبى عن المقطع هو نتاج الطريقة التي تعمل بها ميكانيكية تيار الهواء
الرئوية، وأساسه نبضة صدرية تركب عليها الحركات المخرجية المنتجة للمقطع ، وما
يرتبط بها من حركات الطبق والأوتار الصوتية.
عند ابن جني عند حديثه عن مخارج الحروف أو الأصوات، وكيفيات
مرور الهواء عند النطق بها. فالمقطع عنده تعني قطع الهواء، أو وقوفه كليّا كما في
الأصوات أو الوقفات الجزئية والأصوات الاحتكاكية، حتى يتكون الحرف، ويتحقق قطعه من
مخرج معين، أو عند مقطعه حسب عبارة ابن جني، ومن هنا تختلف صفات الحروف أو مخارجها
وفقًا لاختلاف مقاطعها على ما قرّر ابن جني نفسه.
وهذا المفهوم للمقطع مفهوم خاص، لا
يتصل من قريب أو من بعيد بمفهوم المقطع
الصوتي في الدرس الصوتي الحديث. أنواع المقاطع في اللغة العربية:
1) المقطع القصير: يتكون من صوت صامت
وحركة قصيرة، ويرمز إليها برمز "ص" و"ح" في العربية، فالصاد
مختصر صامت، والحاء رمز للحركة، ومثاله ثلاثة المقاطع في كلمة
"كَ/تَ/بَ" فكل مقطع من هذه المقاطع الثلاثة يعد مقطعًا قصيرًا: الكاف
صامت ثم الفتحة حركة، والتاء صامت ثم الفتحة حركة، والباء صامت ثم الفتحة حركة.
2) المقطع المتوسط: فهو نوعين عند
الدكتور كمال بشر الأول منهما: صامت + حركة قصيرة + صامت، أي: "ص ح ص"
ومثاله المقطع الأول في
"يَكْـ/تُبُ" أو الثاني أيضا. الثاني: صوت صامت، ثم حركة طويلة، ويرمز
له بـ"ص" و"ح" و"ح"، ومثاله المقطع الأول في كلمة
"كَا/تِبٌ" "كَا"
الكاف صامت، ثم الألف وهي ترمز للحركة الطويلة.
3) وهو عند الدكتور بشر له ثلاثة أنماط.
الأول:
صامت، وحركة، وصامت وصامت، أي يبدأ بصامت، ثم حركة قصيرة، ثم
صامتان، ويرمز له بـ "ص ح ص ص"، ، ومثاله
"بَرٌّ" بفتح الباء، أو كسرها
"بِرٌّ"، "بَرّ" أو
"بِرّ" بالوقف أو "بُرّ"، وهذا المقطع مشروط وقوعُه بالوقف أو
عدم الإعراب، يعنى لا يقال: بَرٌّ أو بِرٌّ أو بُرٌّ، وإنما يقال:
"بَرّ" "بِرّ" "بُرّ
الثاني: يتكون من صوت صامت، ثم حركة طويلة، ثم صامتان "ص ح ح ص
ص"، ومثاله المقطع
الثاني في نحو كلمة "مَهَامّ"
وهذا المقطع مشروط وقوعُه أيضًا بالوقف وعدم الإعراب.
الثالث:
من صوت صامت، ثم حركة طويلة، ثم صوت صامت، ويرمز له بـ"ص ح ح ص" ومثاله
المقطع الأول في كلمة "ضَالِّين" وهذا
المقطع مشروط وقوعُه بواحدٍ من اثنين: أن يكون الصوت الصامت
الأخير مدغمًا في مثله كما في "ضَالِّين.
1) النبر
عند إبراهيم أنيس عبارة عن نشاط في
جميع أعضاء النطق في وقت واحد. أنواع النبر في اللغة ووظيفته:
والنبر عند غالبة الدارسين ثلاث درجات: قوي، ووسيط، وضعيف:
ü وعلامة القوي عندهم وهو شرطة مائلة،
ويوضع في بداية المقطع المنبور مباشرة إلى
أعلى.
ü و يرمز للوسيط أيضًا بخط مائل، ويوضع
في بداية المقطع المنبور إلى أسفل.
ü أما النبر الضعيف فيُترك عادةً بدون
رسم كتابيٍّ.
وغالبًا ما يصحب النبرة القوية إشاراتٌ أو حركاتٌ جسميِّةٌ،
كالإشارة باليد، ورفع الصوت، كما يصحبه أيضًا اختلافٌ في درجة الصوت، وربما في
النغمة كذلك.
وللنبر قيم صوتية نطقية وأخرى
فُنُولُوجية وظيفية، فهو من الناحية النطقية ذو أثر سمعي واضح، يميز مقطعًا من آخر
أو كلمةً من كلمة أخرى. أما من الناحية الوظيفية فإن النبر يقود إلى تعرّف التتابع
المقطعي في الكلمات ذات الأصل الواحد، عند تنوع
درجات نبرها ومواقعه
أما على مستوى الجملة فإن للنبر
وظائفَ بالغة في الأهمية؛ إنه عند تنوع النبر ودرجاته يفيد التأكيد أو المفارقة؛
حيث ينتقل النبر القوي من كلمة إلى أخرى، وذلك
قصدًا إلى بيان هذا التأكيد أو الكشف عن هذه المفارقة
·
التنغيم:
قمة الظواهر الصوتية التي تكسو المنطوق كله، وقد صنف علماء الأصوات الوحدات
النطقية أو الظواهر الصوتية إلى فونيمات ثانوية وفونيمات فوق التركيبية أو فوق
المقطعية. ومهما اختلفت وجهات النظر في هذه التسمية فلا يزال التنغيم هو الخاصة الصوتية الجامعة التي تلف المنطوق
بأجمعه، وتتخلل عناصره المكونة له، وتكسبه تلوينا
موسيقيا معينا حسب مبناه ومعناه وحسب مقاصده التعبيرية،
وفقا لسياق الحال أو المقام.
ويتحدد إطار التنغيم وتدرك أنماط
نغماته في نهايات الجمل بالفواصل الصوتية، فالتنغيم والفواصل الصوتية متلازمان، وهما معا الأمارات الأساسية الدالة
على أنماط التركيب التراكيب وكيفيات تكوينها، وبهما
معا يمكن تصنيفها إلى أجناسها النحوية وتحليلها تحليلا
لغويا سليما.
فالتنغيم في الاصطلاح هو موسيقى
الكلام، وتظهر موسيقى الكلام في صورة ارتفاعات وانخفاضات، أو تنويعات صوتية أو ما
يسمى نغمات الكلام. وليس التنغيم هو النبرة وإنما هو عامل مهم من عوامل التنغيم
بالإضافة إلى عوامل أخرى ذاتية وغير ذاتية، كطبيعة الصوت.
وللنغمات مدى من حيث الارتفاع
والانخفاض تحسه الأذن المدربة، فعندما ترتفع درجة التلوين الموسيقي نحصل على تنغيم
مرتفع، وعندما تنخفض هذه الدرجة نحصل على تنغيم
منخفض، أما إذا لزمت هذه الدرجة مستوى واحدا فالحاصل إذن نغمة مستوية. كما يعد عاملا مهما من عوامل توضيح
المعاني وتفسيرها وتمييز أنماط الكلام بعضها من بعض. فالجملة الواحدة قد يتنوع
معناها بتنوع صور نطقها وكيفية التنويع في موسيقاها.
والتنغيم على الرغم من اختلاف صوره
يمكن حصر نغماته الرئيسية في نغمتين اثنتين، ولكن ذلك بالنظر إلى نهاياتهما فقط لا
إلى الوحدات الداخلية المتناثرة في المنطوق المعين.
النغمة الأولى: هذه النغمة تسمى
النغمة الهابطة، وسميت كذلك للاتصاف بالهبوط في
نهايتها. والرسوم البيانية لموسيقى الكلام يتبع فيها عادة
ضوابط معينة، فهي رسم خطوط ثلاثية متوازية مع تساوى المدى بينها، كالخطوط
المستقيمة فوق بعضها البعض، والإشارة إلى المقطع المنبور يرمز لها بشرطة كالخط
المستقيم، وقد ترسم الشرطة هنا مستوية أو
صاعدة أو هابطة، وفقا لحالة النغمة المعينة. والإشارة إلى المقطع غير المنبور بوضع
نقطة بين قوسين صغيرين، قد تكون هذه النقطة في مدى مرتفع أو منخفض أو مستوي.
وأمثلة النغمة الهابطة كثيرة تظهر
بوجه خاص في الجمل التقريرية وهي تلك الجمل التامة ذات المعنى الكامل كقولك مثلا:
محمود في البيت. كذلك تظهر أيضا هذه النغمة في الجمل
الاستفهامية بالأدوات الخاصة مثلا في
العامية: "محمود فين؟". وكذلك تظهر أيضا في الجمل
الطلبية وهي الجمل التي
تحتوى على فعل أمر أو نحوه، مثل: "اخرج بره" فأنت هنا تبدأ بالمقطع:
"اخ/رج بر/ره" وفقا لنمط النغمة
التي تعد نغمة هابطة.
النغمة الثانية: وهي النغمة الصاعدة،
سميت كذلك لصعودها في نهايتها بالرغم من تنوع
أمثلتها الجزئية الداخلية، ومن أمثلتها التقليدية الجمل
الاستفهامية والجمل المعلقة. والاستفهامية التي تستوجب الإجابة بلا أو نعم. وهناك
متنوعات قد تظهره النغمتان الصاعدة والهابطة معا في منطوق واحد. كأن تقول مثلا:
واحد اثنين ثلاثة أربعة، عند العد المستمر الذي يشعر بارتباط السابق باللاحق، ثم
الانتهاء عند العدد أربعة، فالنغمات الجزئية الداخلية صاعدة عند نهاية الأعداد
الثلاثة الأولى واحد اثنين ثلاثة؛ لعدم
تمام الكلام ولتعلقها بما بعدها في حين كانت هابطة في النهاية لانتهاء الكلام، وقد
أشير إلى ذلك في الكتابة العادية بالفواصل دليل على عدم تمام الكلام.
الخلاصة
يعرف الفونيم بأنه أصغر وحدة صوتية
تؤدي إلى فرق في المعنى ، إذا استبدلت بصوت آخر في نفس البيئة الصوتية ، فمثلا الوحدة الصوتية
/ s / تختلف تماما عن الوحدة الصوتية
/ z / في الكلمتين التاليتين
:سال زال وحالي عالي. إن كل كلمة من الكلمات السابقة تختلف
عن الكلمة التي تقابلها في الشكل والمعنى، فالاختلاف بين ( سال ) و ( زال ) يكمن
في الصوت الأول في كل منهما، فكلمة ( سال ) تبدأ بالصوت
/ s / بينما تبدأ كلمة زال بالصوت
/ z / و من هنا يتبين الاختلاف بين
الكلمتين، و يرجع سبب الاختلاف إلى اختلاف الصوت الأول في كل منهما ، و لذلك يمكن
القول بأن عملية استبدال فونيم مكان فونيم آخر يؤدي إلى تغيير في معنى الكلمة.
الفونيمات الثانوية (الفونيمات ما
فوق التركيبية): وهذه
ظاهرة أو صفة صوتية ذات مغزي في الكلام المتصل ، وهو علي العكس من الفونيم
التركيبي.
وقد سميت فونيمات لأنها تحمل رسائل لغوية
، ولها وظائف في داخل العملية الكلامية قد تؤدي إلي تحويل الكلمات من معانيها
الأصلية إلي معان مغايرة ومخالفة للأًصل ومن أنواع
الفونيمات الثانوية النبر و التنغيم، وتمثل المقاطع الصوتية جزءا من هذه المنظومة.
مصادر البحث
Tidak ada komentar:
Posting Komentar